أصبحنا في زمن يكثر فيه ضرب الأقداح إعلاناُ للولاء المطلق , وإن المسئولين عن هذا التحدي بوضع الشراب في كؤوس تغييب الفكر الناضج , هم قلّة من اللقطاء الذين أصبحوا شرعيين في عالم ملئ بالاغتصاب ,فلم يجدوا بدّاً من ممارسة البغي في أي شيء أمامهم, حتى الكلمات, ولأن أبوه الزاني وأمه العاهرة , يمتلكان حظيرة بأكملها من الشاذين جنسياً, فإن الكلمات لم تسلم من الزنا بها , فأصبحت الكلمات في أفواههم كامرأة عاهرة, تنتشر ومعها نطف الجهل كي تصيب بقية من حولهم بالخمول الجنسي و الفكري , وليصبح ابن الزنا بعد ذلك مملؤاً بالشفافية الداعرة, ولعاباً قذراً يسيطر على كفاءة الجماع لولادة طفل شرعي , إن مثل هؤلاء يطحنونا بين أجسادهم النتنة طحناً , ونحن مستضعفون ! , فلو كنّا سيوفاً ما استطاعوا أن يجدوا لفسادهم أمداً طويلاً , ولو كنا نوافذ لفتحنا أنفسنا عليهم ولتبخرت أجسادهم من حرقة الشمس , ولكان القمر كفيلاً بالبصق عليهم ليوقف تناسلهم , إن الحرية الحمراء هي السبيل لقطع أعضائهم التناسلية حتى لا يتوالدون ويولّدون فكراً وثقافة دخانية تمتطي الرياح , وتصل إلى أنوف الشرفاء , وتهتدي إلى عقولهم البناءة , وما يحصل اليوم من أتباع هذا الفكر من تحايل وبالقوة على أصل الفكر القويم , من خلال نشر صورة باهتة عنّا وبأن الفوضى من أساسيات عملنا , ويحاول هؤلاء قلب التاريخ لصالحهم على أساس فكر متخلف , وسياسي متعجرف , وحزبي جاهل متعصّب , يجعلنا نسير باتجاه السالب , باتجاه التجمّد أمام التطور والرقي , إن المستوى الفكري الذي يعرفه هؤلاء هو ثقافة الساطور وانتفاخ البطون .
الفكر الذي قادنا إلى الهزيمة , والعنتريات الكلامية التي ما قتلت ذبابة , والسيوف المسننة التي ما قطعت شعرة , كلها تبيّن أن هناك مرضاً يجتاح العقول , ويفتت ما بقي من ألسنة صحيحة , أمثال هؤلاء قد اتهمونا بالعقم , وطالبونا لأننا في زمن التكنولوجيا بزراعة طفل على الطريقة الحديثة , تتماشى والأحداث الراهنة , طفل أنابيب ضعيف الشخصية , إن خطر تشرذم الآمال واضمحلالها يصبح ماثلاً ومستعصياً على الزوال , في هذه البيئة التي لا تدع للحياة الكريمة سبباً , إن السطوع الماثل في لحظات سعادة نادرة , ليست مثقلة بالهموم , يغطي عندئذ رمادية الإسمنت العابسة في المشهد المأساوي وفي القحل الروحاني الذي نعيشه....